الوجه الآخر لجمال ريف اللاذقية: بين الطبيعة الخلابة وإرث الحرب

Waleed27 يناير 2025Last Update :
الوجه الآخر لجمال ريف اللاذقية: بين الطبيعة الخلابة وإرث الحرب

يُعد ريف اللاذقية واحدًا من أبرز المناطق السياحية في سوريا، إذ حباه الله بمناظر طبيعية جبلية خلابة جعلت بلداته وقراه وجهة مثالية للسياح من داخل سوريا وخارجها. ولكن، مع الأسف، ألقت سنوات الحرب بظلالها الثقيلة على هذا القطاع الحيوي، حيث طالت آثار الصراع كثيرًا من تلك المناطق التي تعرضت للدمار، أو باتت محرومة من الزوار بسبب الأوضاع الأمنية غير المستقرة.

بلدة سلمى: مصيف الأغنياء العائد للحياة

في أحضان جبال اللاذقية، تقع بلدة سلمى التي كانت تُعرف قبل الحرب بمصيف الأغنياء. جمال طبيعتها، ومناخها المعتدل، ومساحاتها الخضراء، جعلها مقصدًا مفضلاً للسياح العرب حتى عام 2011. إلا أن سنوات الحرب غيرت معالم البلدة، وأدت إلى تهجير سكانها، ومن بينهم أبو نظير الذي عاد بعد اللجوء ليعيد بناء حياته وبيته المدمر.

رغم التحديات، يعمل السكان على إعادة الحياة لبلدتهم، مستفيدين من جمال الطبيعة المحيطة بسلمى. فالغابات الكثيفة التي تضم أشجار السنديان والبلوط، والجداول المتدفقة تحت ظلالها، تجعلها مكانًا مثاليًا للمشي وركوب الدراجات.

صلنفة: وجهة التخييم والمغامرة

على ارتفاع 1130 مترًا فوق سطح البحر، تقف صلنفة شامخة بجمالها الطبيعي ومقوماتها السياحية التي تستقطب الزوار. تشتهر صلنفة بمناخها البارد الذي يجذب السياح هربًا من حرارة الصيف، كما تتميز بأماكن سياحية بارزة مثل جبلي صلنفة والنبي يونس، وبحيرة صلنفة الساحرة.

تضم المنطقة أيضًا غابات كثيفة، مثل غابة الشوح، ومحمية العذر الطبيعية، مما يجعلها وجهة مميزة لأنشطة التخييم والاسترخاء. وعلى الرغم من أن صلنفة بقيت بعيدة عن دمار الحرب، إلا أن السياحة فيها تأثرت نتيجة الأوضاع العامة في البلاد.

بلدة كسب: مزيج الطبيعة والتاريخ

تبعد بلدة كسب 68 كيلومترًا شمال غرب صلنفة، وتقع قرب الحدود السورية التركية. تتميز كسب بجمالها الطبيعي الذي يتجلى في جبل الأكراد، ووادي كسب، وشلالاتها الخلابة. كما تضم المنطقة محمية الفرنساوي والعديد من الكنائس التاريخية مثل كنيسة مار جرجس وكنيسة السيدة.

لكن السياحة في كسب، كما في غيرها من مناطق ريف اللاذقية، عانت بسبب نقص البنية التحتية وانعدام الأمن. ويرى سرجيو مركوريان، صاحب أحد المطاعم في البلدة، أن غياب الخدمات الأساسية مثل الكهرباء والطرق شكل تحديًا إضافيًا أمام إعادة إحياء قطاع السياحة.

ريف اللاذقية: تحديات وأمل

رغم التحديات الكبيرة التي تواجه قطاع السياحة في ريف اللاذقية، يظل جمال الطبيعة والأماكن التاريخية في المنطقة مصدر جذب رئيسي. يعمل السكان بحماس على تجاوز إرث الحرب وإعادة إحياء النشاط السياحي، مما يبعث الأمل في استعادة ريف اللاذقية مكانته كوجهة سياحية بارزة على الخارطة السورية.

Leave a Comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


Comments Rules :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

Breaking News