تُعدّ ولاية تونج إيلي التركية واحدة من أبرز الوجهات السياحية لمحبي الطبيعة والمغامرة، حيث تستقطب عشاق تسلق الجبال لاستكشاف قممها المكسوة بالثلوج، والاستمتاع بجمال الطبيعة الخلّابة في أجواء يملؤها التحدي والمتعة.
طبيعة استثنائية ومسارات وعرة
تقع جبال تونج إيلي في شرق تركيا، وتتميز بتنوع تضاريسها بين المرتفعات الشاهقة والمسارات الجبلية الوعرة، مما يجعلها وجهة مفضلة لعشاق رياضة تسلق الجبال. يتطلب الوصول إلى القمم الصبر والمثابرة، حيث يستغرق المتسلقون ساعات طويلة من السير عبر مسارات ضيقة محاطة بالمنحدرات الثلجية.
وفي فصل الشتاء، تتحول هذه الجبال إلى لوحة بيضاء ساحرة، تجذب المغامرين من مختلف المدن التركية مثل إسطنبول، ديار بكر، أنطاليا وموغلا. ينطلق المتسلقون برفقة مرشدين محليين نحو القمم الشاهقة، حيث يواجهون تحديات العواصف وكثافة الثلوج التي تزداد كلما ارتفعوا إلى الأعلى، إلا أن جمال القمم يعوض كل المشاق.
رحلات جبل مونزور: مغامرة لا تُنسى
تمتد سلسلة جبال مونزور على مسافة 130 كيلومترًا، ويصل ارتفاع بعض قممها إلى 3500 متر. تُعد هذه الجبال مركزًا مثاليًا لعشاق التسلق، حيث تنظم الأندية المحلية رحلات أسبوعية يقودها مرشدون محترفون.
يصف إسكندر دوغان، رئيس نادي مونزور للرياضات الجبلية، هذه الجبال بأنها “جنة طبيعية لا يمكن وصفها بالكلمات”، مؤكدًا أنها توفر ملاذًا مثاليًا للهروب من ضغوط الحياة اليومية.
ومن أبرز التحديات التي يواجهها المتسلقون، تسلق جبل عزيز عبدال، الذي يبلغ ارتفاعه نحو 2200 متر. يتطلب الوصول إلى قمته نحو 10 ساعات من التسلق في ظروف شديدة البرودة وثلوج يصل سمكها إلى مترين، لكن التجربة تُعد اختبارًا للقدرة والتحمل.
الطبيعة البرية وثروات المنطقة
لا تقتصر متعة التسلق على الوصول إلى القمم، بل تمتد لتشمل مشاهدة الحياة البرية النادرة في المنطقة. تضم جبال تونج إيلي أنواعًا مهددة بالانقراض مثل الذئاب والوشق والوعول، بالإضافة إلى الطيور البرية التي تُضيف لمسة من السحر إلى المشهد الطبيعي.
وفي الصيف، تتحول المنطقة إلى جنة خضراء تزخر بالتنوع النباتي، مما يجذب الزوار الراغبين بممارسة الأنشطة الجبلية الأخرى كالتجديف والمشي لمسافات طويلة.
تأثير السياحة على اقتصاد تونج إيلي
أكد المتسلق محمد بيداف أن جبال مونزور تمتاز بتنوع مناخها وطبيعتها، مما يعزز السياحة البيئية في المنطقة. وأشار إلى أن تطوير الرياضات الجبلية يُساهم بشكل كبير في تحسين الوضع الاقتصادي لولاية تونج إيلي عبر جذب أعداد كبيرة من السياح المحليين والدوليين.
تجارب شخصية لا تُنسى
تحكي ملك آقطاش، الممرضة التي اعتادت تسلق جبال المنطقة، عن تجربتها بقولها: “كانت المسارات شاقة للغاية، خاصة مع تساقط الثلوج بغزارة، لكن لحظة الوصول إلى القمة كانت ساحرة”.
كذلك يشارك عدنان دونمز، مدرس محلي، في رحلات تسلق منتظمة، مُعبرًا عن عشقه لجمال المنطقة وتنوعها الطبيعي. ويضيف: “في كل مرة أصل إلى قمة جديدة، أكتشف تفاصيل جمال مختلف”.
تُعتبر ولاية تونج إيلي وجهة مثالية لعشاق تسلق الجبال والسياحة البيئية، حيث تجمع بين التحدي والإثارة وسط طبيعة خلّابة وحياة برية مميزة. سواء كنت محترفًا أو مبتدئًا في عالم التسلق، فإن هذه الجبال توفر تجربة استثنائية تملؤها المغامرة والجمال الطبيعي.
