جامع نمازجاه في تيرانا: رمز الانسجام الديني ووجهة سياحية جديدة في ألبانيا

Waleed14 ديسمبر 2024آخر تحديث :
جامع نمازجاه في تيرانا: رمز الانسجام الديني ووجهة سياحية جديدة في ألبانيا

تحتضن العاصمة الألبانية تيرانا أحدث معالمها المعمارية، جامع نمازجاه الكبير، الذي يُعدّ رمزًا للانسجام الديني والمعمار الأصيل. يتميز هذا المسجد الجديد بحجمه الضخم وتصميمه المدهش، ليصبح بذلك أكبر مسجد في منطقة البلقان، جامعًا بين جمال العمارة العثمانية الكلاسيكية والتقاليد الألبانية العريقة.

تاريخ طويل من التحولات الدينية

عرفت ألبانيا، التي يشكل المسلمون غالبية سكانها، فترات طويلة من القمع الديني خلال الحقبة الشيوعية (1944-1991)، حيث اتبعت الدولة سياسة “إلحاد الدولة”، مما أدى إلى تدمير العديد من المعالم الإسلامية وتحويل الجوامع إلى مرافق عامة. وبعد سقوط النظام الشيوعي، عانى المسلمون في ألبانيا من نقص واضح في أماكن العبادة، واضطروا لأداء الصلاة في الشوارع.

إنجاز معماري ومساهمة تركية

بدأ العمل على بناء جامع نمازجاه في عام 2010 بمبادرة من رئيس الوزراء الحالي إيدي راما. تم تصميم الجامع ليضم أربع مآذن بارتفاع 50 مترًا لكل منها، وقبة مركزية ترتفع 30 مترًا. يمتد المسجد على مساحة 10 آلاف متر مربع، ويتسع لـ10 آلاف مصلٍّ داخل وخارج المسجد.

افتتح المسجد رسميًا في 10 أكتوبر/تشرين الأول 2024 بحضور الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ورئيس الوزراء الألباني. وأثنى الطرفان على أهمية المشروع الذي يعزز الروابط بين البلدين ويوفر للمسلمين الألبان مكانًا يليق بممارسة شعائرهم.

مكان للعبادة ومركز ثقافي

لا يقتصر دور جامع نمازجاه على كونه مكانًا للصلاة فحسب، بل يضم قاعات للمؤتمرات والندوات، مكتبة من طابقين، ومساحات للمعارض، ما يجعله مركزًا ثقافيًا متعدد الوظائف. ويعكس ذلك رؤية تسامح ديني تعيشها ألبانيا، حيث يتجاور المسجد مع كاتدرائية كاثوليكية وأخرى أرثوذكسية في مشهد يجسد التعايش السلمي بين الأديان.

السياحة الدينية في تيرانا

أصبح المسجد الجديد وجهة سياحية مهمة، حيث يستقطب الزوار من مختلف أنحاء العالم الذين ينبهرون بجمال تصميمه وروعة زخارفه. السياح من هولندا وماليزيا وحتى دول الجوار مثل مقدونيا الشمالية يعبرون عن إعجابهم بالمبنى، ويعتبرونه نموذجًا للتسامح والانفتاح الديني في ألبانيا الحديثة.

رمز للانسجام الديني

يمثل جامع نمازجاه اليوم أكثر من مجرد مكان للعبادة؛ إنه رمز للهوية الدينية والثقافية للألبان، وواجهة مشرقة تعكس روح التسامح التي تعيشها ألبانيا. سواء كنت زائرًا لأغراض دينية أو ثقافية، فإن زيارة هذا المعلم البارز تضيف قيمة فريدة لأي رحلة إلى تيرانا.

باختصار، جامع نمازجاه هو شهادة حية على التحولات التاريخية التي شهدتها ألبانيا، ويمثل مثالاً حيًا على كيف يمكن أن يجتمع الجمال المعماري مع رسالة دينية وإنسانية تسعى للسلام والانسجام بين الأديان.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة