عندما تلتقي روعة الطبيعة بعراقة التاريخ، تتجلى كرواتيا كإحدى أجمل الوجهات السياحية في أوروبا، حيث تمتزج مشاهد الطبيعة الخلابة مع شواهد تاريخية تعود لآلاف السنين. تقع كرواتيا على ساحل البحر الأدرياتيكي المذهل وتضم أكثر من 1100 جزيرة، لتصبح بحق “موطن الجزر والحضارات”. إنها وجهة مثالية لعشاق المغامرة، التاريخ، والهدوء الساحر.
مدينة سبليت: عبق التاريخ وروعة الحاضر
تتربع مدينة سبليت كواحدة من أبرز المحطات السياحية في كرواتيا. بين الجبال والبحر، تطل البلدة القديمة لتحكي قصة العظمة الإمبراطورية والرومانية، خاصة في قصر ديوكليتيانوس الشهير، الذي أُسس ليكون مقراً للإمبراطور الروماني ديوكليتيانوس. هذا المعلم التاريخي الذي يمتد عمره إلى أكثر من 17 قرناً يعتبر القلب النابض للمدينة.
ويتألف القصر من طابقين، على مساحة تبلغ 40 ألف متر مربع، وتُعتبر بوابته الذهبية ذات الارتفاع الشاهق من أبرز رموزه التاريخية.
كاتدرائية سان دويا
لا يمكن زيارة سبليت دون المرور على كاتدرائية سان دويا، واحدة من أقدم المباني المسيحية في العالم، التي تعود إلى القرن الرابع الميلادي. يصعد الزوار مئتي درجة ليصلوا إلى برج الكاتدرائية، حيث يمكنهم الاستمتاع بإطلالة بانورامية خلابة تجمع بين البحر، المدينة، والجبال المحيطة.
ساحة برستيل وسحر الأسواق القديمة
تزدان ساحة برستيل الرومانية بتماثيلها الأثرية وهندستها المعمارية المذهلة. ولا تكتمل التجربة إلا بزيارة الأسواق الشعبية العائدة للقرن السابع عشر، مثل ساحة الفاكهة، حيث يختلط عبق الماضي بنشاط الحياة اليومية.
أما ساحة الجمهورية التي بناها الإيطاليون، فهي تُضفي لمسة ساحرة بعمارتها المستوحاة من ساحة سان ماركو في البندقية، ما يعكس البُعد الثقافي المتنوع الذي تتميز به المدينة.
بولا: مدينة زيت الزيتون العريق
تشتهر مدينة بولا، الواقعة جنوب كرواتيا، بإرثها الممتد في إنتاج أجود أنواع زيت الزيتون منذ أكثر من ألفي عام. في قلب المدينة يقع متحف زيت الزيتون، الذي يعكس كيف ظل هذا المنتج أحد العناصر الأساسية على موائد السكان رغم الحروب والأوبئة.
الواجهة البحرية لبولا، والمعروفة محلياً باسم “ريفا”، تضفي جواً ساحراً على المدينة، حيث تتناثر المقاهي والمطاعم بين أشجار النخيل المطلة على الميناء المزدحم.
مغامرة صيد الكمأة في غابات كرواتيا
للباحثين عن تجارب فريدة، تُوفر كرواتيا رحلات شيقة لصيد الكمأة في غاباتها الكثيفة. بمرافقة خبراء محليين وكلاب مدربة، يتمتع السياح بفرصة البحث عن هذا “الذهب الأبيض” الثمين، في تجربة تجمع بين المتعة والمغامرة.
كرواتيا على الشاشة الكبيرة
زادت شهرة كرواتيا عالمياً بعد أن أصبحت خلفية لتصوير مشاهد من مسلسل “جيم أوف ثرونز” الشهير، خاصة في مدينة دوبروفنيك، ما جذب عشاق المسلسل لزيارة مواقع التصوير التاريخية والتقاط أجمل الصور.
خاتمة: الوجهة المثالية لعشاق التنوع
في كرواتيا، يجد كل مسافر ضالته، سواء كان يبحث عن تاريخ يتجسد في مدنها القديمة، أو عن مغامرات طبيعية وسط جزرها الخلابة، أو حتى عن ثقافة عريقة تجتمع في أسواقها وسكانها. إنها وجهة سياحية تتحدى الزمن بسحرها وأصالتها، وتبقى في ذاكرة زائريها كلوحة لا تُنسى.
