الأردن، هذا البلد الغني بتاريخ يمتد لآلاف السنين، يعتبر وجهة سياحية فريدة من نوعها في منطقة الشرق الأوسط، حيث تحتضن أرضه مواقع دينية وأثرية تشهد على تعاقب الحضارات المختلفة. تبرز السياحة الدينية في الأردن كأحد الركائز الأساسية لتعزيز التفاهم بين الشعوب، ونشر قيم التسامح، فضلاً عن دورها الحيوي في دعم الاقتصاد الوطني عبر جذب الزوار من مختلف أنحاء العالم.
جهود لتطوير السياحة الدينية
في إطار الجهود المبذولة لتعزيز السياحة الدينية، نظمت وزارة السياحة والآثار الأردنية بالتعاون مع الفاتيكان مؤتمراً صحفياً بعنوان “الأردن: فجر المسيحية”. هذا الحدث الهام يأتي ضمن استراتيجية الوزارة لتسليط الضوء على التراث المسيحي في الأردن. وكشفت وزيرة السياحة لينا عناب أن الأردن سيعرض أكثر من 90 قطعة أثرية نادرة في الفاتيكان، بما في ذلك الفسيفساء الدقيقة والرموز المسيحية القديمة، بهدف إبراز الدور المحوري للأردن في التاريخ المسيحي.
أبرز المواقع الدينية المسيحية
يضم الأردن مجموعة من المواقع المقدسة المعترف بها كمحطات رئيسية للحج المسيحي، منها تل مار إلياس، وكنيسة سيدة الجبل في عنجرة، وجبل نيبو، وقلعة مكاور، ومنطقة المغطس، حيث تعمّد المسيح على يد يوحنا المعمدان. هذه المواقع ليست مجرد معالم أثرية، بل هي محطات روحية تجذب الحجاج من جميع أنحاء العالم.
السياحة الدينية الإسلامية
إلى جانب المواقع المسيحية، يحتضن الأردن عدداً من المقامات الإسلامية البارزة مثل مقام النبي شعيب ومقام النبي هارون، بالإضافة إلى قبور الصحابة الكرام. وقد لعبت هذه المواقع دوراً محورياً في نشر الإسلام في المنطقة، ما يجعلها نقاط جذب رئيسية للسياحة الدينية الإسلامية.
خطط التسويق والتطوير
أكد المدير العام لهيئة تنشيط السياحة في الأردن، عبد الرزاق عربيات، أن الهيئة تضع خططاً تسويقية طموحة لجذب السياح، مع تنظيم فعاليات وأنشطة سياحية جديدة في عام 2025. تهدف هذه الجهود إلى تقديم تجربة سياحية شاملة تجمع بين الجوانب الدينية والثقافية والتاريخية، ما يعزز من مكانة الأردن كوجهة سياحية متعددة الأوجه.
الأرقام والإحصائيات
تشير بيانات وزارة السياحة إلى زيادة في عدد السياح العرب الوافدين إلى الأردن عام 2024، مع تصدر السعوديين القائمة. ورغم تراجع إجمالي عدد السياح نتيجة الأوضاع الإقليمية، يظل الأردن وجهة محببة للزوار الباحثين عن تجربة تجمع بين التاريخ والدين والثقافة.
