استكشاف خيوة: جوهرة طريق الحرير وعبق التاريخ الإسلامي

Waleed13 ديسمبر 2024آخر تحديث :
استكشاف خيوة: جوهرة طريق الحرير وعبق التاريخ الإسلامي

في قلب آسيا الوسطى، تقف خيوة، المدينة العريقة التي تجمع بين روعة التاريخ وعظمة الحضارة الإسلامية. تعد خيوة واحدة من أهم مدن أوزبكستان، وموطناً لكنوز معمارية وثقافية مذهلة، مما يجعلها وجهة لا تُنسى لعشاق التاريخ والسياحة.

مدينة تحتضن التاريخ

تعتبر خيوة القلب النابض لإقليم خوارزم، وعاصمة خانية خيوة القديمة. تقع هذه المدينة الساحرة على ضفاف نهر أمو داريا، وقد كانت محطة مهمة على طريق الحرير، حيث التقت الحضارات وتبادلت الثقافات. وبمجرد دخولك أسوارها العتيقة، تجد نفسك في متحف مفتوح ينبض بالحياة، يحمل عبق الماضي وعراقة الفن الإسلامي.

معالم لا تُنسى داخل إتشان قلعة

تمثل المدينة القديمة، إتشان قلعة، الجزء الأكثر جاذبية من خيوة، إذ تحيط بها أسوار شامخة تعود إلى القرن العاشر، وتضم العديد من المعالم البارزة مثل:

  • مسجد جمعة: بُني في القرن العاشر وأعيد بناؤه عام 1788، وهو مميز بأعمدته الخشبية الـ112 المنحوتة بدقة.
  • مدرسة محمد أمين خان: أكبر مدارس خيوة، بتصميمها المعماري الرائع وقبتها الفيروزية.
  • قصر توشهوفلي: مقر إقامة خان خيوة، الذي يتميز بزخارفه الجصية الملونة ونقوشه المعمارية الفريدة.
  • مئذنة كالتا مينار: مئذنة ضخمة مزخرفة بالطوب المزجج، لم تكتمل بعد وفاة الخان الذي أمر ببنائها.

عبق الماضي وروح الحاضر

في شوارع خيوة الضيقة، يتناغم صوت المؤذنين مع خطوات الزوار وصيحات الباعة. تزخر المدينة بتفاصيل تأسر الألباب، من زخارف المباني الهندسية إلى القباب الزرقاء المتلألئة تحت أشعة الشمس. وتعد تجربة التجول في أزقتها بمثابة رحلة عبر الزمن، حيث تمتزج العراقة بالحداثة.

مدينة حية نابضة بالحياة

ورغم عراقتها، ليست خيوة مجرد متحف مفتوح، بل هي مدينة حية تستقبل أكثر من 200 ألف سائح سنوياً. إلى جانب السياحة، تزدهر فيها الأنشطة الاقتصادية مثل صناعة السجاد وتنظيف القطن. كما تُعد مركزاً ثقافياً مهماً بفضل مجلاتها وصحفها المحلية التي تعزز من دورها الإعلامي.

خيوة: ملهمة الزائرين

سواء كنت مهتماً بالتاريخ أو بالفنون الإسلامية أو ترغب في اكتشاف روح آسيا الوسطى، فإن خيوة تقدم تجربة غنية ومتكاملة. من معالمها البارزة إلى أسواقها التقليدية وفعالياتها الثقافية، تبقى خيوة شاهدة على عظمة التراث الإسلامي ووجهة مثالية لعشاق السفر والاستكشاف.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة